من الطبيعي أن ينتابنا شعور بالفخر الكبير ومؤسسة وسيط المملكة تخلد هذه السنة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذكرى 20 لإحداثها كإبداع ملكي، جذوره ضاربة في عمق تاريخ المملكة المغربية وغصونه ممتدة نحو أفق التطور المستمر، غايته مواجهة تجاوزات الإدارة في علاقاتها بطالبي الخدمة العمومية، من أجل المساهمة في إرساء حكامة إدارية جيدة، تتعزز بفضلها فعلية الحقوق الارتفاقية وتصان بها كرامة المرتفق.
وإذا كان هذا السياق الاحتفالي فرصة للوقوف على ما تم خلال العشرين سنة الماضية من تدخلات ومن سعي، في إطار ما هو مسطر من مهام وصلاحيات، لتخليق المرفق العمومي وإشاعة ثقافة الوساطة المؤسساتية، فهو أيضا مناسبة لتسجيل التعاون والانخراط اللذين عبّرت عنهما العديد من الإدارات كشركاء للمؤسسة من جهة أولى وكذا الوعي المتزايد بدورها في البحث عن الحلول البديلة للنزاعات من جهة ثانية، بالرغم من الإكراهات التي تفرضها أحيانا الطبيعة الخاصة أو المعقدة للقضايا المتوصل بها.
كما لا يفوتني التأكيد على أن اعتزاز المؤسسة بما حققته من مكتسبات على المستوى الوطني أو من خلال الشبكات الدولية والإقليمية لمؤسسات الوساطة والأمبودسمان في العالم، لا يعني قطعا أنها قد بلغت ذروة النجاحات، بل يفيد أنها قد راكمت من الخبرة ما يتيح لها وضع الأسس والمرتكزات المنهجية والعملية لاستشراف مستقبل أفضل للمتعامل مع الإدارة، في ظل نموذج تنموي متجدد.
وإذ تعدكم بالنشر الدوري والفوري لأنشطتها الاحتفالية المبرمجة والممتدة من 9 دجنبر 2022 إلى غاية 28 فبراير 2023، لتدعوكم المؤسسة إلى التفاعل الإيجابي مع فضاء المبادرة التلقائية المُعنون:" كن شريكا لوسيط المملكة في تفعيل آلية المبادرة التلقائية "، لأن المقاربة التشاركية أسلوب تدبيري نتمسّك به ونعتبره صمام أمان لتحقيق الأهداف المنشودة.